حكم الرسم والتصوير فى الإسلام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى البداية أحب أن أهنئك على وجودك هنا فهذا يعنى أنك تهتم لدينك وتهتم لمعرفة رأى الإسلام فى ما تفعله فى حياتك وهذا جيد وانت قد دخلت هنا متسائلا عن حكم الرسم , النحت , أو التصوير الفوتوغرافى . وتريد معرفة حكمه إما لأنك مارس إحداها وتريد أن تطمإن أو ترغب فى ممارستها . حسنا انت فى المكان المناسب . ستقرأ بعد قليل ما ذكر فى كتاب فقه السنه للشيخ سيد سابق وهو كتاب رائع شهد بذلك كبار الشيوخ والعلماء . لكن إن بدأت القراءة فلابد أن تكمل للنهاية حتى تأخذ الموضوع كاملا بجميع جوانبه .
يقول الشيخ فى باب التصوير المجلد الثالث ص 369  وقد تناول الموضوع فى النقاط التالية :
  1. حرمة الرسم والتصوير .
  2. إباحة صور لعب الأطفال .
  3. النهى عن وضع الصور فى البيت .
  4. الصور التى لا ظل لها .

حرمة الرسم والتصوير

جاءت الأحاديث الصحيحة الصريحة بالنهى عن صناعة التماثيل وعن تصوير ما فيه روح سواء أ كان إنسانا أم حيوانا أم طيرا .
أما ما لا روح فيه كالأشجار والأزهار ونحوها فإنه يجوز تصويره .
  1. فعن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ من صور صورة فى الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ “ أخرجه البخارى .
  2. و عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور .
  3. و روى مسلم أن رجلا جاء ابن عباس فقال : إنى أصور هذه الصور فأفتن فيها . فقال له ادن منى . فدنا منه . ثم أعادها , فدنا منه . فوضه يده على رأسه فقال : أنبئك بما سمعت .سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “ كل مصور فى النار يجعل له بكل صورة صورها نفس فتعذبه فى جهنم “ . وقال : إن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر و ما لا نفس له .
  4. وعن على قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جنازة , فقال أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره ولا قبرا إلا سواه ولا صورة إلا لطخها ؟ فقال رجل أنا يا رسول الله . قال : فهاب أهل المدينة وانطلق الرجل ثم رجع فقال : يا رسول الله , لم ادع وثنا إلا كسرته ولا قبرا إلا سويته ولا صورة إلا لطختها . ثم قال الرسول : من عاد إلى صنعة شئ من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد بإسناد حسن .

إباحة صور لعب الأطفال

ويستثنى من هذا لعب الأطفال كالعرائس ونحوها فإنه يجوز صنعها وبيعها للأحاديث الآتية :
  1. عن عائشة قالت : كنت ألعب بالبنات فربما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندى الجوارى فإذا دخل خرجن وإذا خرج دخلن “ رواه البخارى وأبو داود .  ----- البنات : صور للبنات كانت تلعب بها -----
  2. وعنها : ان النبى صلى الله عليه وسلم قدم عليها من غزوة تبوك او خيبر وفى سهوتها ستر فهبت الريح فكشفته عن بنات لعائشة لعب . فقال : ما هذا يا عائشة ؟ قالت : بناتى . ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع فقال : ما هذا الذى أرى وسطهن ؟ قالت : فرس . قال : وما هذا الذى عليه ؟ قالت : جناحان . قال فرس له جناحان ؟ قالت : أما سمعت ؟أن لسليمان خيلا لها أجنحة . قالت : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه “ رواه أبو داود والنسائى .

النهى عن وضع الصور فى البيت

وكما يحرم صنع التماثيل والصور يحرم اقتناءها ووضعها فى البيت , ومن الواجب كسرها حتى لاتبقى صورة التمثال .
  1. روى البخارى أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك فى بيته شيئا فيه تصاليب إلا نفضه .
  2. وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل “ رواه البخارى ومسلم .

الصور التى لاظل لها

كل ماسبق ذكره خاص بالصور المجسدة التى لها ظل .
أما الصور التى لا ظل لها , كالنقوش فى الحوائط وعلى الورق والصور التى توجد فى الملابس والستور والصور الفونوغرافية فهذه كلها جائزة .
وكانت ممنوعة فى أول الأمر ثم رخص فيما بعد . والذى يدل على المنع ما ذكرته السيدة عائشة رضى الله عنها قالت : دخل على رسول الله  صلى الله عليه وسلم وقد سترت سهوة لى بقرام فيه تماثيل . فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال : يا عائشة : اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله . قالت عائشة : فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين .  ----- سهوة : الطاق يوضع فيه الشئ ----- قرام : الستر الرقيق -----
والذى يدل على الترخيص ما رواه يسر بن سعيد : عن زيد بن خالد عن :
  1. أبى طلحة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : “ إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور . قال يسر : ثم اشتكى زيد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صور ؛ فقلت لعبيد الله , ربيب ميمونة زوج النبى صلى الله عليه وسلم : ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول ؟ فقال عبيد الله : ألم تسمعه حين قال إلا رقما فى ثوب “ رواه الخمسة .
  2. وعن عائشة قالت : كان لنا ستر فيه تمثال طائر , وكان الداخل إذا دخل استقبله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ حولى هذا ؛ فإنى كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا “ رواه مسلم.
فهذا الحديث دليل على أنه ليس بحرام لأنه لو كان حراما فى آخر الأمر لأمر بهتكه ولما اكتفى بمجرد تحويل وجهه . ثم ذكر أن علة تحويل وجهه هو تذكيره بالدنيا ؛ وأيد هذا الطحاوى من أئمة الأحناف فقال :
إنما نهى الشارع أولا عن الصور كلها ، وإن كانت رقما ، لأنهم كانوا حديثى عهد بعبادة الصور فنهى عن ذلك جملة , ثم لما تقرر نهيه عن ذلك أباح ما كان رقما فى ثوب للضرورة إلى اتخاذ الثياب وأباح ما يمتهن , لأنه يأمن على الجاهل تعظيم ما يمتهن . وبقى النهى فيما لا يمتهن “ ا. هـ .
وقال ابن حزم : وجائز للصبايا خاصة اللعب بالصور ولا يحل لغيرهن . والصور محرمة إلا هذا وإلا ما كان رقما فى ثوب . ثم ذكر حديث زيد بن خالد عن أبى طلحة الأنصارى .

هذا ما ذكره الشيخ فى هذا الموضوع أتمى ان تكون قد وجدت ما كنت تبحث عنه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

0 لا يوجد تعليق "حكم الرسم والتصوير فى الإسلام"

إرسال تعليق